ج ١٢، ص : ١٢٨١
كل علم، وثمار شهية طيبة، مختلفة الألوان والطعوم من كل فن.. وفيه يقول اللّه تعالى « إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ » (٩ : الإسراء).
ويقول الرسول الكريم :« القرآن مأدبة اللّه.. فتعلموا من مأدبته »..
إنه مأدبة سماوية، لا ينفد عطاؤها، ولا ينقص ما عليها، مهما كثرت الأيدى المتناولة منها..
وقوله تعالى :« قُرْآناً عَرَبِيًّا » ـ حال من الكتاب، وهى حال واصفة لهذا الكتاب، وهو أنه قرآن عربى، أي يقرأ بلسان عربى..
وفى هذا امتنان من اللّه سبحانه وتعالى على الأمة العربية، وتنويه بها، ورحمة من اللّه اختصّت بها، إذ كانت هذه المأدبة ممدودة للعرب فى ساحتهم، وكانوا هم أهلها، والداعين إليها..
وفى قوله تعالى :« لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ » ـ حثّ للأمة العربية، أصحاب هذه المأدبة، أن يأخذوا نصيبهم الأوفى منها، وإنه لا سبيل إلى الإفادة من خيرها الممدود، إلا بالعلم، فمن كان على علم ومعرفة، كان حظه من هذا القرآن أوفى وأعظم.. ومن حرم العلم والمعرفة، فلا نصيب له منه..
قوله تعالى :« بَشِيراً وَنَذِيراً »..
حال أخرى، من هذا الكتاب، تكشف عن موضوعه، بعد أن كشفت الحال الأولى :« قُرْآناً عَرَبِيًّا » عن صفته.. فهو بشير، ونذير، بشير لأهل الإيمان والتقوى، بالفوز برضوان اللّه، والخلود فى جنات النعيم،