ج ١٢، ص : ١٣١٤
الصالح الذي تقبله اللّه منكم، وأعد لكم الجزاء الطيب عليه، وهو الجنة التي وعدكم.. واللّه منجز وعده..
قوله تعالى :« نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ ».
وإنه لكى يأنس المؤمنون بالملائكة الذين يلقونهم لأول مرة، يكشف لهم الملائكة عن تلك العلاقة التي كانت بينهم فى الدنيا، إذ كان الملائكة ـ من غير أن يشعر المؤمنون ـ أولياء لهم، تجمع بينهم جامعة الولاء للّه، والطاعة له.. فهم والملائكة كانوا إخوانا فى اللّه، ومن هنا كانوا يستغفرون للمؤمنين، كما يقول اللّه سبحانه :« الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ » (٧ : غافر).
ثم إن الملائكة كانوا فى الدنيا جندا من جنود اللّه، يقاتلون فى سبيل اللّه مع المقاتلين فى سبيله من المؤمنين، كما يقول سبحانه :« إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ » (١٢ : الأنفال)..
قوله تعالى :« وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ ».
الضمير فى « فيها » للجنة التي جاء ذكرها فى قوله تعالى :« وَأَبْشِرُوا


الصفحة التالية
Icon