ج ١٢، ص : ١٣١٥
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ »
.. أي أبشروا بهذه الجنة التي لكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، أي ما تتمنون، مما يطوف بخيالكم، ويقع فى عالم الأمانى، فكل ما تتمنونه تجدونه حاضرا بين أيديكم..
وإنه ليس أهنأ للإنسان، ولا أسعد لقلبه، من أن يجد كل ما يتمناه حاضرا بين يديه، فتلك هى السعادة المطلقة، الخالية من كل شائبة من شوائب الحرمان، الكلّى أو الجزئى..
قوله تعالى :« نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ » أي منزلا من غفور رحيم، قد أعده اللّه لكم وقد غفر لكم ذنوبكم، وأنزلكم منزل رحمته.. ومن نزل هذا المنزل فهو فى ضيافة رب كريم، ينال من فضل اللّه ما يشاء..
وفى هاتين الصفتين الكريمتين من صفات اللّه سبحانه ـ إشارة إلى أن المغفرة والرحمة، هما اللتان أنزلتا المؤمنين هذا المنزل الكريم.. أما الإيمان والأعمال الصالحة، فهى وسائل يتوسل بها المؤمنون إلى مرضاة اللّه.. وفى الحديث « لا يدخل أحد الجنة بعمله » قالوا ولا أنت يا رسول اللّه ؟ قال :
« ولا أنا إلا أن يتغمدنى اللّه برحمته ».
. فاللهم تغمدنا برحمتك يا أرحم الراحمين..
قوله تعالى :« وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ »..
الاستفهام هنا مراد به الخبر، أي أنه لا أحد أحسن فى الناس قولا ممن دعا إلى اللّه، وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين..