ج ١٣، ص : ١٣٧
دان ذو دين بالإسلام، إلا كان إيمانه برسول اللّه، وبكتاب اللّه، من تمام إيمانه باللّه.. وهذا فضل عظيم من اللّه سبحانه وتعالى على النبىّ صلوات اللّه وسلامه عليه، إذ رفع فى العالمين ذكره، وأعلى فى المصطفين من عباده منزلته، كما يقول سبحانه :« وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ » (٤ : الانشراح)..
كما أنه إحسان عظيم، ونعمة سابغة على الأمة العربية، التي اختارها اللّه سبحانه وتعالى، لتكون الأفق الذي تطلع فيه شمس الهداية المرسلة إلى العالمين، وليكون لسانها اللسان الذي ينقل إلى الناس هذا الهدى المرسل إليهم من ربهم.. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى. « إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ » (٣ : الزخرف) وقوله تعالى :« وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ».
. إلفات إلى هذه النعمة العظيمة التي امتنّ اللّه بها على الأمة العربية، إذ اختارها لحمل هذه الأمانة العظيمة..
وإنها لمسئولة عن حفظ هذه الأمانة، وعن حراستها من كل عاد يعد وعليها، كما أنها مسئولة عن أداء هذه الأمانة إلى أهلها، وإزاحة المعوقات والعلل من طريقها، وإلا كان الحساب العسير على أي تقصير أو تفريط يقع من أولئك الذين حملوا هذه الأمانة.. أفرادا وجماعات.
إن الدعوة إلى الإسلام، هى مسئولية هذه الأمة التي جاءت شريعة الإسلام بلسانها.. وإنه لشرف عظيم لهذه الأمة، يكسو أفرادها وجماعاتها على مدى الأجيال، أثواب العزّة والفخار..
ولهذا الشرف العظيم ثمن عظيم، يؤديه كل من يريد أن يتحلى بهذا الشرف، بما يبذل من جهد، ومال، وجهاد فى سبيل اللّه، وتضحية بالنفس من أجل الدفاع عن دين اللّه، وكتاب اللّه..


الصفحة التالية
Icon