ج ١٣، ص : ٢١
وقوله تعالى :« وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ ».
. أي وتنذر الناس بلقاء ربهم « يَوْمَ الْجَمْعِ » أي يوم القيامة، حيث يبعث اللّه الناس من قبورهم، ويحشرون إلى ربهم، فيجتمعون جميعا، لا يغيب فرد واحد منهم.
وقوله تعالى :« لا رَيْبَ فِيهِ » الجملة حال من يوم الجمع، أي أن هذا اليوم آت لا شك فيه..
وقوله تعالى :« فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ » أي أن هذا الجمع الذي يضم الناس جميعا، سينقسم هناك إلى فريقين : فريق فى الجنة، وفريق فى السعير.. فلينظر الإنسان إلى نفسه، وإلى أىّ فريق من الفريقين ينتسب.. فإن كان من المؤمنين المصدّقين باللّه وبرسوله، وباليوم الآخر ـ فهو من فريق أهل الجنة، وإن كان من المكذبين الضالين، فهو فى الفريق المدعوّ إلى السعير..
قوله تعالى :« وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ».
أي أن اللّه سبحانه وتعالى، قد قضى فى عباده أن يكون فريق منهم فى الجنة، وفريق فى السعير، كما يقول سبحانه :« هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ » (٢ : التغابن).. هكذا كانت مشيئة اللّه فى عباده..
ولو شاء اللّه سبحانه لجعل الناس أمة واحدة، ولأدخلهم يوم القيامة مدخلا واحدا..
وقوله تعالى :« وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ » أي أنّ من أراد اللّه سبحانه بهم خيرا، هداهم إلى الإيمان، وأدخلهم فى رحمته،