ج ١٣، ص : ٢٤١
فى حق ربه.. وأنه إنما يتولى المؤمنين، الذين استجابوا للّه وللرسول، ويعمل على ما يعينهم على البر والتقوى.. أما الظالمون فإنما يتولى بعضهم بعضا.. لا ولاية لهم من اللّه، ولا من رسوله، ولا من المؤمنين.. أما المؤمنون فإن بعضهم أولياء بعض، واللّه ورسوله أولياء لهم، كما يقول سبحانه :
«إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا » (٥٥ : المائدة)..
قوله تعالى :« هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ »..
الإشارة هنا إلى القرآن الكريم، وهو الشريعة التي جعل اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ النبىّ قائما عليها..
فهذا القرآن هو « بَصائِرُ لِلنَّاسِ » ـ أي مراد ومسرح للعقول، حيث يقيم لها من النظر فيه، بصائر، تتهدى إلى الحق، وتتعرف إلى مواقع الهدى..
والبصائر : جمع بصيرة، والبصيرة، قوة من قوى الإدراك المستنير المشرق.. يرى بها الإنسان من عالم الحق، ما يرى البصر من عالم الحسّ..
وفى تسمية القرآن بأنه « بَصائِرُ » إشارة إلى أنه هو ذاته عيون مبصرة، وأنه بقدر ما يفتح اللّه للناس منه، بقدر ما يكون لهم من نور تستبصر به عقولهم، وبقدر ما يحصلون من « هُدىً » وما ينالون من « رَحْمَةٌ ».
وقوله تعالى :« لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ » ـ إشارة إلى أن هذا القرآن، وما فيه من بصائر للناس جميعا وهدى ورحمة لهم ـ لا يرد مورده، ولا يرتوى من هذا المورد إلا من جاء إليه بقلب سليم، مهيأ لاستقبال الخير وتقبله..


الصفحة التالية
Icon