ج ١٣، ص : ٤٣٣
التفسير :
قوله تعالى :« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » :
التقديم بين يدى اللّه ورسوله، هو السبق بقطع الأمر دونهما، وبعيدا عن الحكم الذي يقرّره اللّه سبحانه وتعالى لهم فى كتابه، وسنة رسوله..
وفى الآية الكريمة عتاب للمؤمنين، الذي لغطوا بما لغطوا به فى صلح الحديبية، وهو فى الوقت نفسه تأديب عام لهم، وإقامتهم بالمكان الذي ينبغى أن يكونوا فيه من أمر اللّه ورسوله.. فإذا قضى اللّه ورسوله أمرا، لم يكن لمؤمن باللّه ورسوله خيار فى هذا الأمر.. فإما المتابعة فى ولاء ورضا وغبطة، وإما حلّ لعقد الإيمان الذي عقدوه مع اللّه ورسوله.. واللّه سبحانه وتعالى يقول :« وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ، إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً ».
فقوله تعالى :« لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ » أي لا يكن لكم أمر


الصفحة التالية
Icon