ج ١٣، ص : ٤٨٥
التفسير :
قوله تعالى :« قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ » هو عرض لصورة من صور التلاحي والترامي بالتهم بين قرناء السوء يوم القيامة..
فحين يؤخذ أحد القرينين ـ وهو التابع ـ ليساق إلى جهنم، يتعلق به صاحبه، قائلا : ربّ هو الذي أضلنى عن الحق، وأغوانى بما أغوانى من ضلال..
وهنا يحاول القرين المتبوع، وهو الشيطان ـ دفع هذا الاتهام عن نفسه، فيقول :
« رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ ».
. إنه كان مسوقا إلى الضلال بنفسه، متجها إليه بأهوائه، سواء وجد من يدعوه إلى هذا الضلال أو لم يجد.
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى :« وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ » (٢٢ : إبراهيم)