ج ١٤، ص : ١٠٠٨
وقوله تعالى :« وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ » : شرط وجواب، يدخل فيه كلّ من الزوج والزوجة، كما يدخل فى حيّزه الناس جميعا.. فمن يتوكل على اللّه، ويسلم أمره إليه، فاللّه حسبه، وكافيه، ومدبّر أمره.. يقول الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه :« من انقطع إلى اللّه كفاه اللّه كلّ مؤونة، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله اللّه إليها ».
وقوله تعالى :« إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ ».
. أي أنه سبحانه هو المالك المتصرف فى هذا الوجود، وأن كلّ شىء بيده، خاضع لمشيئته، مستجيب لإرادته، وما يريده سبحانه فهو واقع لا محالة، دون أن يعوّقه معوّق، أو يغيره أحد..
وقوله تعالى :« قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ».
أي أن كل شىء فى هذا الوجود، هو بتدبير وتقدير من اللّه سبحانه، وليس هناك من شىء يجىء عفوا، أو يقع مصادفة واتفاقا.. كما يقول سبحانه :« وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ » (٨ : الرعد).
قوله تعالى :« وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً » فى هذه الآية بيان للعدة التي تعتدها المطلقات من النساء، وهى تختلف باختلاف أحوالهن.
فذوات الحيض، عدتهن ثلاثة قروء، كما يقول سبحانه :« وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ » (٢٢٨ : البقرة) والقرء : يطلق على الطهر والحيض.. فتعتد ذات الحيض ثلاث حيضات، تطهر فيهن ثلاث مرات.


الصفحة التالية
Icon