ج ١٤، ص : ٦٢٢
معطوف على قوله تعالى :« أَهْلَكَ عاداً الْأُولى. وَثَمُودَ.. » أي وأهلك قوم نوح الذين كانوا قبل قوم عاد.. فليس هذا الهلاك الواقع بتلك الأمم المتتابعة إلا لظلمها، وطغيانها، فهى جميعها ظالمة طاغية، وإن كان بعضها أكثر من بعض ظلما وطغيانا..
قوله تعالى :« وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى ».
. معطوف على قوله تعالى :« وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى » أي وأهوى المؤتفكة..
والمؤتفكة، هى قرية قوم لوط، وقد ائتفكت بأهلها أي انقلبت رأسا على عقب، ومنه الإفك، لأنه قلب للحق..
قوله تعالى :« فَغَشَّاها ما غَشَّى ».
. أي ألبسها من ثياب العذاب والنكال..
ما ألبس.. وفى تجهيل « ما غشى ».
. إشارة إلى أن هذا البلاء لا يحيط أحد بوصفه، إذ كان على غير ما يعرف الناس، أو يتخيلون، من صور التدمير والهلاك..
قوله تعالى :« فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى » ـ هذا سؤال موجه إلى هذا الإنسان الذي يمثل كل إنسان والذي أوقفته الآيات السابقة موقف المحاكمة فى قوله تعالى :« أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى.. الآيات » وقد عرضت عليه فى هذه الآيات صور من قدرة اللّه، وتدبيره فى خلقه، وأن ما تحدث به آيات القرآن الكريم من عرض لقدرة اللّه، ليس بدعا من القول، وإنما هو مما تحدثت به آيات اللّه كذلك فى صحف إبراهيم وموسى.. فاللّه سبحانه، واحد، لا شريك له، قديم لا أول له.. وأن الناس جميعا فى كل زمان ومكان، هم عبيده، وفى قبضة سلطانه..
والسؤال فى الآية الكريمة تقريرى.. أي هذه هى نعم اللّه، وتلك آلاؤه، فبأيها يكذب المكذب، ويمارى الممارى ؟ وهل يستطيع مفتر أن يجرؤ