ج ١٤، ص : ٦٤٣
منهم ومنه كيانا واحدا، وكأنهم هم المكذّبون بآيات اللّه كلها، الوارثون لفرعون فى ضلاله، وكبره وعناده.. والقرآن الكريم، يقرن فى مناسبات كثيرة بين مشركى قريش، وبين فرعون.. إذ كانوا أقرب الناس شبها به، فى التعالي والتشامخ، والتصامّ عن كلمة الحق، والتعامي عن آيات اللّه..
وثالثا : تكرر فى هذه الآيات قوله تعالى :« فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ » أربع مرات، كما تكرر قوله تعالى :« وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ » أربع مرات كذلك..
وداعية هذا التكرار، هو التعقيب على هذه الأحداث، بإشارتين ؟
الإشارة الأولى، إلى مواقع نقمة اللّه، وما أخذ به المكذبين برسله من بلاء « فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ »..
والإشارة الثانية، هى دعوة إلى طريق الخلاص والنجاة من نقمة اللّه وبلائه :« وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ».
. فهذا هو طريق النجاة، وهو الاستماع إلى القرآن الكريم، وإلى الإيمان به، والعمل بما يدعو إليه..
فهل من مدّكر ؟.
الآيات :(٤٣ ـ ٥٥) [سورة القمر (٥٤) : الآيات ٤٣ إلى ٥٥]
أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (٤٣) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (٤٦) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٤٧)
يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢)
وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)