ج ١٤، ص : ٧٠٧
هو بيان للأزواج الثلاثة التي يضمها المحشر يومئذ من عالمى الجن والإنس، أو من ذكور الناس وإناثهم.
فأصحاب اليمين فى جانب، وأصحاب الشمال فى جانب، والسابقون فى مكان فوق هؤلاء وأولئك جميعا.
وفى قوله تعالى :« ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ».
. استفهام يراد به إلفات الأبصار إلى أصحاب الميمنة، والإشارة إلى مكانهم الذي ينعمون هم فيه، وما يظلهم هناك من أمن وسكينة.
وفى قوله تعالى :« ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ » ـ استفهام يراد به كذلك إلفات الأبصار إلى أصحاب المشئمة، والإشارة إلى مكان هؤلاء المناكيد، وما يغشاهم فيه من همّ وبلاء.
والميمنة، من اليمن، والبركة..
والمشئمة، من الشؤم، وسوء الحال.
والسابقون، هم أهل السابقة إلى الإيمان فى كل أمة، ممن سبقوا إلى الإيمان باللّه، والاستجابة لرسل اللّه.. فهؤلاء فى مكان مكين عند اللّه، لا يكاد يلحقهم فيه أحد ممن يجىء بعدهم، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى :« لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا، وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى » ! (١٠ : الحديد) وفى تكرار السابقين فى قوله تعالى :« وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ».
إشارة إلى هذا المقام المكين الذي لهم عند ربهم، وأنهم فى هذا المقام، لا يتحولون عنه، وهو مقام السبق أبدا.
فالسابقون الأولى مبتدأ، والسابقون الثانية خبر، أي السابقون هم السابقون دائما أبدا.