ج ١٤، ص : ٧١٣
التفسير :
فى هذه الآيات عرض لحال الفريق الثاني، من أهل المحشر، وهم أصحاب اليمين، الذين ينزلون الدرجة الثانية من الجنة، بعد أن ظفر السابقون بالمنزلة الأولى منها..
وسمّوا أصحاب اليمين، لأنهم أوتوا كتبهم بأيمانهم، وكان هذا من أول البشريات لهم فى الآخرة، كما يقول سبحانه :« فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً » (٧ ـ ٩ : الانشقاق)..
فهؤلاء، يحاسبون حسابا يسيرا.. أما السابقون المقربون، فيدخلون الجنة بغير حساب.. ومن هنا كان هذا التفاوت بين الفريقين فى منازلهم من الجنة..
وهؤلاء ـ أي أصحاب اليمين ـ « فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ».
. والسدر، هو شجر النبق، والمخضود الذي لا شوك فيه.. « وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ».
. والطلح، هو الموز، والمنضود : المنتظم فى حبات، أشبه بالعقود.. « وَماءٍ مَسْكُوبٍ » أي ماء يجرى بلا حواجز ولا أودية، بل يسيح متحررا من كل قيد.. ومن هذا المعنى سميت بعض الخيل باسم :« سكاب ».
. « وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ » أي أنهم يجدون بين أيديهم فاكهة كثيرة، لا تنقطع فى أي زمن، ولا تمنع عنهم عند أي طلب واستدعاء.. « وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ » أي عالية..
قوله تعالى :« إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً لِأَصْحابِ الْيَمِينِ ».