ج ١٤، ص : ٧٢٥
فإذا صدّقتم هذا، أفلا تصدقون أننا قادرون على إعادتكم بعد موتكم ؟
« أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ؟ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ » (٨١ : يس)..
ولو، هنا، بمعنى « هلّا » للحثّ، والحضّ على التصديق.
قوله تعالى :«أَ فَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ » ؟
هو حيثيّات تقام لهذا الحكم، وبراهين تقدم لهذا الخبر.. وقدّم الحكم فى هذه القضية ـ قضية إضافة الخلق إلى اللّه سبحانه وتعالى ـ قدم على حيثياته، وأدلته، لأنه ـ كما قلنا ـ أمر ظاهر، مستغن عن كل برهان يقوم بين يديه، ولأن كثيرا من العقول تتقبله هكذا من غير برهان، لأنه أمر بدهىّ، ومن الإزراء بالعقل تقديم البديهيات له، فى صورة المعضلات التي تحتاج إلى أدلة وبراهين..
أما هذه البراهين التي تقدم بعد النطق بهذا الحكم، فهى منصوبة لمن أعماهم الضلال، فلم يروا ما بين أيديهم فى وجه الصبح المشرق، فكانت هذه البراهين أشبه بأيد تمتد إلى هؤلاء العمى لتقودهم إلى مرفأ الأمن والسلامة.. ومع هذا فإن كثيرا من هؤلاء العمى، يمنعهم العناد والكبر عن أن يمدوا أيديهم إلى تلك الأيدى الممدودة لهم، ويؤثرون أن يتخبطوا فى مسيرتهم، وأن يتردّوا فى مهاوى الهلاك، على أن يستجيبوا لهاد يهديهم، أو منقذ ينقذهم..
والمنىّ، هو النطفة التي يتخلق منها الكائن الحي، وإن هذه النطفة لا تكون بذرة صالحة ليتخلق منها الجنين، حتى تنضج فى صلب الرجل، ثم تتحرك فيه إلى حيث يلقى بها فى رحم المرأة.. أما قبل هذا النضج، فلا


الصفحة التالية
Icon