ج ١٤، ص : ٧٥٦
« وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ » (١٠ ـ ١١ الواقعة)..
كما أشار إليهم سبحانه بقوله :« وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ » (١٠٠ : التوبة)..
أما الذين أنفقوا بعد الفتح، وقاتلوا فى سبيل اللّه، فإنما ينفقون ويقاتلون، وقد أنفق الناس جميعا وقاتلوا، سواء منهم من نظر إلى سلطان الإسلام، أو لم ينظر.. وشتان بين منفق ومنفق، ومقاتل ومقاتل..
فتلك حال وهذه حال، ولكلّ من الحالين حساب وتقدير..!
وقوله تعالى :« وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى » أي أن كلا من الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، والذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا ـ هؤلاء وهؤلاء قد وعدهم اللّه الحسنى، أي المنزلة الحسنى، أو العاقبة الحسنى..
فهم جميعا فى رضوان اللّه.. وإن اختلفت حظوظهم ومنازلهم من هذا الرضوان..
وقوله تعالى :« وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ » ـ إشارة إلى ما يصحب هذه الأعمال من نيّات.. فقد يتلبس العمل السابق بنية تحبطه، لأنه لم يكن خالصا لوجه اللّه.. وقد يجىء العمل المتأخر مصحوبا بنية خالصة لوجه اللّه، فيسبق المتأخر المتقدم.. « وإنما لكل امرئ ما نوى »..
وهذا مما يعلمه اللّه سبحانه وتعالى من عباده، وما انعقدت عليه نياتهم..
وفى قوله تعالى :« أَنْفَقَ وقاتَلَ » وفى الجمع بين الانفاق والقتال فى