ج ١٤، ص : ٨٤٣
قوله تعالى :« اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ ».
الاستحواذ على الشيء.
الغلبة عليه، والتملك له، والاستبداد به وما زالت الآيات تتحدث عن هؤلاء المنافقين، وتفضح أساليب نفاقهم، والدوافع التي تدفع بهم إليه.. وأنهم قد أصبحوا ليد الشيطان الذي استحوذ عليهم، وملك أمرهم، وضمهم إلى حوزته، فأنساهم ذكر اللّه، وصرفهم عن النظر إلى ما وراء هذه الحياة الدنيا من حساب وجزاء. فهم أولياء الشيطان، وحزبه، وحيث كان الشيطان فهم معه.. وليس للشيطان إلا الخزي والخسران.. فهم آخذون نصيبهم كاملا من هذا الخزي، وذلك الخسران.
قوله تعالى :« إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ».
المحادّة للّه ورسوله : التحدي لأمر اللّه ورسوله، والخروج عن طاعتهما.
والمنافقون، يقودهم الشيطان إلى محادة اللّه ورسوله، والخروج عن طاعتهما، وإنه لن يكون لمن يحاد اللّه ورسوله إلا الذلة والهوان، وإلّا أن يدخل فى زمرة الذين أذلهم اللّه، وأنزلهم منازل الهون..
قوله تعالى :« كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ».
كتب اللّه : أي قضى، وحكم.. وفى التعبير عن القضاء والحكم، بالكتابة، إشارة إلى أن ذلك قضاء نافذ، وحكم قاطع.. أو أن ما قضى اللّه سبحانه وتعالى به، مكتوب فى أم الكتاب.. وهو اللوح المحفوظ..