ج ١٥، ص : ١٢٤٢
قوله تعالى :« قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً » « إن » هنا نافية، بمعنى « ما »..
أي قل أيها النبي لهؤلاء المشركين، إن هذا اليوم الذي توعدون به، والذي ستعلمون فيه أنكم أضعف ناصرا وأقل عددا ـ هذا اليوم لا أدرى متى هو ؟.. أهو قريب، قد أظلكم، وأطلّ عليكم بوجهه، أم هو ممتد إلى ما يعلم اللّه سبحانه ويجعل له أمدا ينتهى عنده..
وفى قوله تعالى :« يَجْعَلُ » بمعنى يقدّر، وفى التعبير عن التقدير بفعل المستقبل، إشارة إلى إخراج هذا التقدير من حيز العلم المكنون عند اللّه، إلى حيز الواقع والمشاهد، حيث يبدو الناس ما وعدوا به يوم ينتهى الأمد المعلوم عند اللّه لهذا اليوم.
قوله تعالى :« عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً » ـ أي أن ربى هو عالم الغيب، فلا يعلم الغيب إلا هو، ولا يظهر، أي يطلع على غيبه أحدا، إلا من ارتضى من رسول.
فقوله تعالى :« إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ اللّه » هو استثناء من قوله تعالى :« فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ».
. أي أنه سبحانه قد استأثر وحده بعلم الغيب، وأنه سبحانه لا يطلع أحدا على هذا الغيب إلا من ارتضى أي اختار من بعض رسله..


الصفحة التالية
Icon