ج ١٥، ص : ١٢٩١
فواللّه ما فيكم رجل أعلم بالأشعار منّى... واللّه ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، وإن لقوله الذي يقول لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته!! قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه.. قال : فدعنى حتى أفكّر فيه، فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر!! أي يأثره، ويقتفى فيه أثر غيره، فنزل قوله تعالى :« ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً.. الآيات » وننظر فى سيرة هذا الضالّ العنيد مع آيات اللّه التي تلاها عليه رسول اللّه، وكيف كان يلقاها بتلك المشاعر المتضاربة المضطربة، التي تتأرجح به بين التصديق والتكذيب، والإيمان والكفر.. ثم تغلب عليه شقوته آخر الأمر، فإذا هو على رأس المكذّبين الضالين..
« إِنَّهُ فَكَّرَ » فيما تلى عليه من آيات اللّه.. فقد كان من شأن هذه الآيات أن تهزّ الجماد، وتذيب الصخر!.
« وَقَدَّرَ » أي جعل يزن ويقدّر كلّ ما كان يطرقه من أفكار.
« فَقُتِلَ.. كَيْفَ قَدَّرَ » دعاء عليه بالقتل، لهذا التقدير العجيب الذي قدّره.. إذ كيف يسوغ لمن فكر، أن يقيم ميزانا لأى كلام، مع كلمات اللّه ؟..
« ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ » توكيد الدعاء عليه بالقتل، وتوكيد للتعجب من توقفه بعد تفكيره، عن أن يقول قولة الحقّ فى آيات اللّه.
« ثُمَّ نَظَرَ » أي نظر فيما اجتمع له، من آراء مختلفة فى القرآن..
أهو شعر ؟ لا ليس بشعر ؟
أهو كهانة ؟ لا ليس من الكهانة فى شىء..