ج ١٦، ص : ١٤٧٦
أي أن هذا القرآن هو من قول اللّه سبحانه وتعالى، الذي نقله رسول الوحى جبريل، وليس من وساوس الشيطان، ولا من مقولاته.. « وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ، وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ » (٢١٠ ـ ٢١٢ : الشعراء) وقوله تعالى :« فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ » ؟
أي فإلى أي مذهب من مذاهب الضلال تذهبون، بعد هذا البيان المبين، وبعد تلك الحجة الواضحة ؟
أهناك مذهب لكم إلى غير اللّه، وإلى غير ما تدعوكم إليه آيات اللّه ؟ إن أي طريق آخر غير هذا الطريق هو الضلال والهلاك وقوله تعالى :« إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ » أي هذا القرآن، ما هو إلا ذكر، وهدى، للعالمين وقوله تعالى :« لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ » هو بدل بعض من كلّ من قوله تعالى :« للعالمين » أي هذا القرآن هو ذكر للعالمين جميعا.. وهو ذكر لمن شاء منكم أيها المشركون، أن يتلقى منه الموعظة والهدى، ويستقيم على طريق الحق ويسلك مسلك النجاة..
وقوله تعالى :« وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ».