ج ١٦، ص : ١٧١٢
ولفظ الجلالة ـ « اللّه » ـ من الألوهة، وهو اسم الذات، الجامع لأسماء اللّه تعالى وصفاته كلّها..
و« أحد » صفة للّه سبحانه، بمعنى الأحد معرفا بأل، لأنه فى مقابل :
« اللَّهُ الصَّمَدُ » فأحد، وإن كان نكرة لفظا، هو معرفة دلالة ومعنى، لأنه إذ قيل « أحد » لم ينصرف الذهن إلى غيره، فإذا قيل « أحد » كان معناه الأحد، الذي ليس وراءه ثان أو ثالث، أو رابع..
فاستغنى بهذا عن التعريف، لأن التعريف إنما يراد به الدلالة على المعرّف دون أفراد جنسه المشاركة له، فإذا انحصر الجنس كله فى فرد واحد، لم يكن ثمة داعية إلى تعريفه، إذ كان أعرف من أن يعرّف.
فاللّه، هو الأحد، الذي لا يشاركه فى هذا الوصف موصوف.. فالأحدية هى الصفة التي لا يشارك اللّه سبحانه فيها أحد، كما أن « اللّه » هو اسم الذات الذي لا يسمّى به أحد سواه.
والأحديّة هى الصفة التي تناسب الألوهة، وهى الصفة التي تناسب كل صفة من صفات اللّه سبحانه..
فاللّه ـ سبحانه ـ واحد فى ذاته، واحد فى صفاته..
فالكريم، هو اللّه وحده، والرحيم هو اللّه وحده، والرحمن هو اللّه وحده، والغفور هو اللّه وحده، والشّكور هو اللّه وحده، والعليم هو اللّه وحده.. وهكذا، كل صفة من صفات الكمال، قد تفردّ بها اللّه ـ سبحانه ـ وحده، لا ينازعه فيها أحد..
وفى وصف اللّه سبحانه وتعالى بأحد، دون واحد، تحقيق لمعنى التفرّد، لأن الأحد لا يتعدد، على حين أن الواحد يتعدد، باثنين، وثلاثة، وأربعة، إلى ما لا نهاية من الأعداد..