ج ١٦، ص : ١٧٢٩
قال لبيد بن الأعصم، رجل من بنى زريق، حليف ليهود، كان منافقا.
قال : وفيم ؟ قال فى مشط ومشاطة ؟ قال : وأين ؟ قال : فى جفّ طلعة ذكر، تحت راعوفة « ١ » فى بئر ذى أروان.. قالت : فأنى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ البئر حتى استخرجه، فقال هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نقاعة الحنّاء، وكأن نحلها رءوس الشياطين.. »
وفى حديث ثالث يرويه البخاري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى اللّه، عنها.. قالت :« سحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، حتى إنه ليخيّل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندى، دعا اللّه ودعاه، ثم قال :« أشعرت يا عائشة أن اللّه قد أفنانى فيما أستفتيه فيه ؟ » قلت : وما ذاك يا رسول اللّه ؟ قال :« جاءنى رجلان..
فجلس أحدهما عند رأسى، والآخر عند رجلى، ثم قال أحدهما لصاحبه :
ما وجع الرجل ؟ قال مطبوب ؟ قال : ومن طبّه ؟ قال لبيد بن الأعصم اليهودي من بنى زريق! قال : فى ماذا ؟ قال : فى مشط ومشاطة وجف لطلعة ذكر. قال فأين هو ؟ قال : فى بئر ذى أروان « ٢ »
.
قالت : فذهب النبي صلى اللّه عليه وسلم فى ناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها، وعليها نخل ثم رجع إلى عائشة، فقال : واللّه لكأن ماءها نقّاعة الحنّاء « ٣ »، ولكأن نخلها رءوس الشياطين.. قلت : يا رسول اللّه، أفأخرجته ؟ قال : لا..
أمّا أنا فقد عافانى اللّه، وشفانى، وخشيت أن أثير على الناس منه شرّا..
وأمر بها فدفنت ».
_________
(١) الراعوفة : الحجر الذي يغطى به البئر.
(٢) بئر ذى أروان : عين فى بستان بنى زريق بالمدينة.
(٣) نقاعة الحناء : نقيعها، والحناء : صبغ معروف. [.....]
م ١٠٩ التفسير القرآنى ج ٣٠


الصفحة التالية
Icon