ج ٢، ص : ٥٠٢
التفسير : قوله تعالى :« بَلى » هو لفظ يجاب به على سؤال فى معرض النفي، فيجعل المنفىّ واقعا مثبتا.
وعلى هذا فإنّ قبل لفظة « بلى » سؤال منفى، وهذه اللفظة وما بعدها جواب عن هذا السؤال.
والسؤال محذوف.. وتقديره : ألم يكن هؤلاء الذين إذا ائتمنوا على قنطار أدوه.. ألم يكونوا من جماعة اليهود، تلك الجماعة الضالة التي حكم اللّه عليها باللعنة والطرد.. ؟
والجواب : بلى.. إنهم منهم، ولكن لكلّ حسابه وجزاؤه.. فمن أوفى بعهده فيهم، واتقى اللّه فى الأمانة التي أؤتمن عليها، فلن يأخذه اللّه بجناية قومه، بل هو ممن أحبهم اللّه ورضى عنهم « فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ » فكيف لا يتقبل عملهم ؟ وكيف يجعلهم والمجرمين على سواء ؟ « أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ؟ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ؟ » (٣٥ ـ ٣٦ : القلم)
الآية :(٧٧) [سورة آل عمران (٣) : آية ٧٧]
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٧)
التفسير : بعد أن عزل اللّه سبحانه المتقين من أهل الكتاب، وضمّهم إلى أهل رحمته ومرضاته ـ كشف سبحانه وتعالى عن المصير السيّء الذي ينتظر الجماعة الباغية الضالة من اليهود، وهم الكثرة الغالبة فيهم.. فوصفهم اللّه سبحانه وصفا كاشفا، ودمغهم بجرائمهم الشنيعة، التي يحملونها على ظهورهم إلى يوم


الصفحة التالية
Icon