ج ٣، ص : ١٠٢٥
صيانة لنفسه من العدوان، على إنسان أو حيوان، فى تلك الحال التي دخل بها ـ محرما ـ إلى حمى اللّه، ملتمسا العافية لنفسه.. ولن تكمل له هذه العافية فى نفسه، حتى يكون هو نفسه سلاما خالصا مع الناس والحيوان السارح فى ملكوت اللّه! وقوله سبحانه :« إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ » هو دفع لكل اعتراض يقوم فى نفس لم تأخذ حظها كاملا من الإيمان.. فاللّه ـ سبحانه ـ له الخلق والأمر.. يحكم لا معقّب لحكمه.. « قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ » (٧٣ : الأنعام). فهذا هو حكم اللّه، واللّه يحكم ما يريد.
الآية :(٢) [سورة المائدة (٥) : آية ٢]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢)
التفسير : وإذ ذكرت الآية السابقة المحرم للحجّ، وحرمة الصيد عليه، وهو فى فترة الإحرام، ناسب أن يذكر مع هذا ما ينبغى على المحرم أن يلتزمه من حدود اللّه، والوفاء بالعقود والمواثيق التي أوجبها عليه إيمانه باللّه..
وقوله تعالى :« لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ


الصفحة التالية
Icon