ج ٥، ص : ٥٦١
شىء من هذه المشاعر، التي وقعت لهم بين يدى تلك الغنائم، قبل أن يتلقوا حكم اللّه فيها..
ومن هنا جاء أمر اللّه إليهم بعد ذلك بقوله :« وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ » أي حيث أخليتم أنفسكم من هذا المتاع الذي كان سببا فى التنازع والاختلاف بينكم، فعودوا إلى ما كنتم عليه، إخوانا مجاهدين فى سبيل اللّه، لا تبتغون بذلك إلا رضا اللّه ورضوانه.. ثم جاء قوله تعالى بعد هذا :« وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ » أمرا بالطاعة المطلقة، والتسليم الخالص للّه، ولرسوله..
فذلك هو شأن المؤمنين، إذ لا إيمان بغير طاعة وتسليم..!
قوله تعالى :« إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ».
هو كشف للصورة الكريمة للمؤمنين، يعرضها اللّه سبحانه، لأولئك الذين دعاهم اللّه إلى طاعته وطاعة رسوله، فى شأن هذه الغنائم ليدخلوا فى عداد المؤمنين، بما استقبلوا به أمر اللّه سبحانه من طاعة ورضى.
فالمؤمن حقا، هو الذي يخشى اللّه ويتّقيه، فإذا ذكر اللّه، أو ذكّر به امتلأ قلبه خشية ووجلا ـ أي خوفا ـ من جلاله وسطوته، وإذا تلى آيات اللّه أو تليت عليه، خشع لها، وأشرق قلبه بنورها، فازداد بذلك إيمانا على إيمان، ثم انتهى به ذلك إلى أن يكون عبدا ربّانيا، يسلم أمره كله لمن بيده الأمر كلّه..
وقوله تعالى :« الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ».
. هو


الصفحة التالية
Icon