ج ٦، ص : ١١٦٢
التفسير :
فى هذه الآيات عرض لقصة نبىّ آخر من أنبياء اللّه، هو « صالح » عليه السلام، وقد بعثه اللّه إلى « قومه ثمود ».
. وكانوا يسكنون « الحجر » بين المدينة والشام.
ولم يكن موقفهم من هذا النبي الكريم بأحسن من موقف من سبقوهم من أهل الضلال والعناد.. قوم نوح، وقوم هود..
« وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ».
. والعطف هنا عطف قصة على قصة، وحدث على حدث.. وقد نصب « أخاهم » بفعل محذوف، تقديره : أرسلنا، أو بعثنا.
وهو أخو القوم.. أي منهم.. نسبا، وموطنا، ولغة.
« قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ».
. فهذا مجمل كل دعوة دعا بها نبىّ قومه.. الإيمان باللّه، والانخلاع عن كل معبود سواه.. من بشر، أو حجر! « هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها ».
. أي هو وحده ـ سبحانه ـ المستحق للألوهية، المستوجب للربوبية.. لأنه ـ سبحانه ـ هو الخالق الذي أوجد الناس من عدم.. « هو أنشأكم من الأرض » أي خلقكم من تراب هذه الأرض، وأنبتكم منها، كما ينبت الزرع، وينمو، وينضر، ويزهر، ويثمر.. كما يقول سبحانه :« وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً » (١٧ : نوح)..
« واستعمركم فيها » أي هيأ لكم أسباب الحياة فيها، ومكن لكم من عمرانها، فعمر تموها بإقامة المدن، وغرس الحدائق، وزرع النبات والحبّ، وتسخير الدواب والأنعام.. كما يقول تبارك وتعالى :« وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ


الصفحة التالية
Icon