ج ٦، ص : ٩٧٨
التفسير :
قوله تعالى :« وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ » هو عطف على الآية قبل السابقة، وهى قوله تعالى :« وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ » (آية : ١٨).. أما الآية (١٩) وهى قوله تعالى :«وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا » فهى معترضة بين الآيتين، لتكشف عن واقع هؤلاء المشركين، ولتبيّن لهم أنهم أخذوا طريقا منحرفا عن الطريق العام الذي كان من شأنهم أن يستقيموا عليه، لأنه فى الأصل، هو طريق الإنسانية كلّها.. ومن ضلالات هؤلاء المشركين أنهم يعمون عن آيات اللّه، ويعشون فى ضوء صبحها المشرق الوضيء، فلا يرون فيها مقنعا لهم بأنها من عند اللّه، وأن الرسول الذي يتلوها عليهم هو رسول اللّه.. فيقولون للرسول ـ صلوات اللّه وسلامه عليه :« ائت بقرآن غير هذا أو بدله.. » !
وإذ يؤبسهم الرسول من إجابة مقترحهم هذا بقوله الذي أمره اللّه سبحانه أن يلقاهم به :« قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ » ـ تجرى الأحاديث فيما بينهم