ج ٧، ص : ٣٣١
التفسير :
قوله تعالى :« فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ » الأمثال : جمع مثل، وهو شبيه الشيء ونظيره..
وضرب المثل : مقابلته بمثله، حين يجمع بين النظير ونظيره، أو الشيء وضده، كما يقول سبحانه :« كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ » والأمر هنا موجه إلى المشركين، الذين يضربون أمثالا، يقيمون منها حججا لضلالهم، وهى أمثال باطلة فاسدة، تولدت من عقول مريضة، وقلوب سقيمة.. كما يحكى القرآن بعض أمثالهم فى قوله تعالى :« وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ».
. (٧٨ : يس) أما الأمثال التي يضربها اللّه، فهى التي تكشف الطريق إلى الحق والخير، لأنها أمثال مستندة إلى علم اللّه المحيط بكل شىء.. « إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ».
وقوله تعالى :« ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ