ج ٨، ص : ٥٠١
التفسير :
قوله تعالى :« وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً ».
الواو، فى قوله تعالى :« وَقُلْ لِعِبادِي » للاستئناف، وما بعدها كلام مستأنف، موجّه إلى « عباد الله »..
وعباد اللّه، هم الذين أضافوا أنفسهم إلى اللّه، فقبل اللّه سبحانه وتعالى ضيافتهم، وأضافهم إليه، إضافة تكريم هكذا :« عبادى ».
. حتى لكأن غيرهم من المشركين والضالين، ليسوا عباده، الذين يستحقون إضافتهم إليه سبحانه، وإن كانوا عبيدا له :« إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً » (٩٣ : مريم).
ـ وقوله تعالى :« الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » أي القولة « الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »، وهى الإيمان باللّه واليوم الآخر، على حين قال المشركون والكافرون القولة السيئة، قولة الكفر باللّه وباليوم الآخر.. فهذه القولة من عباد اللّه، هى اعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، وذلك هو الذي يؤهّلهم لهذا المقام الكريم، فيضيفهم المولى جل وعلا إليه :« عبادى » وقوله تعالى :« إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ » أي يفسد بينهم، ويعمل على إضلالهم، وعباد اللّه هم الذين يحرسون أنفسهم منه، ويردّون كيده إلى نحره، كما يقول سبحانه :« إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ » (٤٢ : الحجر).
قوله تعالى :« رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ».
هذه الآية ردّ على اعتراض، قد يدور فى بعض الرءوس، فيقول قائل :


الصفحة التالية
Icon