ج ٩، ص : ١٠٠٢
فمن لم يمسك به فهو فى الهالكين، ومن أمسك به، ثم قطعه فهو فى الهالكين أيضا.
والضمير فى « أَنْزَلْناهُ » يعود إلى القرآن الكريم، وأن آياته كلّها آيات بيّنات كهذه الآية البيّنة، التي صورت الإيمان باللّه هذا التصوير الواضح البين.
وفى قوله تعالى :« وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ » ـ إشارة إلى أن آيات اللّه مع وضوحها وبيانها، لا يهتدى بها، إلا من أراد اللّه له الهداية، وفتح بصره وقلبه إليها، وأراه الهدى والنّور منها.. « مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً » (١٧ : الكهف).
قوله تعالى :«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا.. إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ.. إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ».
هذا بيان للناس جميعا، على اختلاف معتقدهم فى اللّه.. وهم :
الذين آمنوا إيمانا خالصا باللّه. وهم المؤمنون.
والذين هادوا.. وهم اليهود.
والصابئون.. وهم من أنكروا وجود الخالق أصلا..
والنصارى.. وهم الذين عبدوا المسيح من دون اللّه.
والمجوس.. وهم الذين عبدوا النّار، تقربا إلى اللّه، كما عبد المشركون الأصنام، تقربا إلى اللّه.
ـ هؤلاء هم الناس جميعا، وهؤلاء جميعا يفصل اللّه بينهم يوم القيامة، ويميز المهتدين من الضالين منهم، ويجزى كلّا بما كسب.. « إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ » فهو ـ سبحانه ـ عالم بكل فريق منهم، وبكل فرد من كل طائفة فيهم، لا تخفى عليه خافية، من كبير أعمالهم وصغيرها.


الصفحة التالية
Icon