ج ٩، ص : ١٢١٢
وسلم ورجمنا بعده، ولو لا أن يقول قائل أو يتكلم متكلم : إن عمر زاد فى كتاب اللّه لأثبتها كما نزلت » ! وفى مسند أحمد أيضا عن ابن عباس، قال : خطب عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه، فذكر الرجم فقال :« لا نجد من الرجم بدا، فإنه حدّ من حدود اللّه، ألا وإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم رجم، ورجمنا بعده، ولو لا أن يقول قائلون : إن عمر زاد فى كتاب اللّه ما ليس فيه لكتبت فى ناحية من المصحف :
وشهد عمر بن الخطاب، وابن عوف، وفلان، وفلان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد رجم ورجمنا بعده »
! هذا بعض من أحاديث جاءت فى هذه القضية، وهى عند أصحاب الحديث صحيحة، لا مطعن عندهم فى سندها..
ونحن إذ ننظر فى هذه الأحاديث نجدها معلولة بأكثر من علة :
فأولا : آية الرجم التي تروى بأنها كانت هكذا :« الشيخة والشيخة إذا زنيا فاجلدوهما البتة نكالا من اللّه واللّه عزيز حكيم ».
هذه الآية ـ إذا صحّ أن تأخذ اسم آية ـ فيها أكثر من أمر يصرّح بأنها ليست من آيات اللّه، ولا من كلام اللّه، ولا من كلام رسوله.. وذلك :
١ ـ « الشيخ والشيخة » كلمتان ثقيلتان، قلقتان، لا ينتظم باجتماعهما نظم قرآنى.. وقد جاء فى القرآن لفظ « الشيخ » فوقع موقعه من النظم..
كما فى قوله تعالى :« وَهذا بَعْلِي شَيْخاً » وقوله سبحانه :« وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ » ولم يجىء لفظ الشيخة، لا فى القرآن، ولا فى كلام عربىّ بليغ.
٢ ـ كلمة « البتّة » كلمة غريبة، لم يستعملها العرب، وإنما هى كلمة مولدة استعملها الفلاسفة والمناطقة، وأصلها من البتّ، وهو القطع.. وليس فى


الصفحة التالية
Icon