وأيضا فقد تعرضت للأقوال التي وضعت في بعض كتب التفسير ـ على سبيل التلبيس والتدليس لطمس الحقائق، أو ما ذكر من مسائل مخالفة لمذهب أهل الحق، كما فى تفسير الكشاف على سبيل المثال. أو عن حسن نية، وذلك من خلال ما وضع من إسرائيليات قد اغتر بها البعض لذكرها في بعض كتب كبار المفسرين ـ رحمةُ اللهِ عليهم أجمعين ـ
وبتوفيق من الله ذكرتُ فيها كلام المحققين من العلماء الأعلام النبلاء لبيان وهنها وضعفها ولعدم الاغترار بها ومن ذلك ـ على سبيل المثال ـ ما ورد في قصة آدم ـ عليه السلام ـ وما ورد في وصف عصا موسى ـ عليه السلام ـ وما ورد في قصة هاروت وماروت وقصص يوسف وأيوب وداود وسليمان ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ وغيرها....
وأيضا فقد تضمنت كتب التفسير بعض الآراء التي قد تضر بالعقيدة ـ إن أخذنا بها ـ
ذكرها العلماء دون أن يقصدوا ما قد تؤدى إليه.
منها على سبيل المثال ما ذكره السيوطى في الدر المنثور [ ج١ص١١٠ ] حيث قال : وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : كل شيء في القرآن [ جعل ] فهو خلق. انتهى كلامه وهذا المعنى قد ينطبق على بعض الآيات كقوله تعالى ( وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) لكن كيف ينطبق هذا المعنى على قوله تعالى ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) [ الزخرف /٣ ] أي خلقناه قرآنا عربيا وهذا رأى المعتزلة ـ معاذ الله أن نقرهم أو نوافقهم على تلك الضلالة وعلى العكس من ذلك فقد يتضمن بعض التفاسير استطرادا في تفسير آية يجيب به على إشكالات طال فيها الكلام وكثر، ومن ذلك ما ذكره الإمام السمرقندى فى تفسيره [ بحر العلوم ] فى قوله تعالى عن اليهود ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) فقال : وفى قوله ( وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا ) دليل على أن [ لَنْ ] ليست للنفى على التأبيد كما يقول المعتزلة. انتهى كلامه ملخصا ومن المعلوم أن المعتزلة استدلوا على نفى رؤية المؤمنين لله تعالى في الجنة بقوله تعالى لموسى لما طلب الرؤية ( قَالَ لَنْ تَرَانِي ) [ الأعراف /١٤٣ ]


الصفحة التالية
Icon