وقال يريدون أن يبدلوا كلام الله لأن النبي ﷺ قال لهم لن تخرجوا معي أبدا ولم يقل إن الله حرم عليكم الخروج معي ولم يقل أبدا فيكونوا إذا أرادوا الخروج مع النبي ﷺ أرادوا أن يعصوا الله ولا يكونوا مبدلين كلام الله ولكن الله جل وعز أمر نبيه أن يخبرهم أنهم لا يخرجون معه أبدا أبدا ولا جائز أن يخرجوا معه أبدا لأن هذا القول من الله عز وجل خبر منه أنه لا يدعهم يخرجون مع نبيه عليه السلام أبدا ولا يأذن لهم في ذلك فلو خرجوا كان ذلك تكذيبا لخبر الله جل وعز ولو أذن لهم الله لكان هذا تبديلا لكلامه الأول وكان هذا كذبا وجل ربنا وتعالى عن ذلك فلما سألوا النبي عليه السلام أن يخرجوا معه وكان في خروجهم تكذيب خبر الله وتبديل لكلامه قال الله جل ثناؤه لنبيه عليه السلام لما سألوا أن يخرجوا معه يريدون أن يبدلوا كلام الله فدل الله عز وجل بذلك أن في
تبديل كلام الله إيجاب الكذب والله جل وعز لا يبدل كلامه ولا ينسخ قوله وإنما ينسخ فرضه ويبدله بفرض غيره وكلاهما كلامه
ألا ترى أن كل ما ينسخ ويبدل فلا يجوز فعله كالصلاة إلى بيت المقدس وبعضه لا يجوز فعله على الإيجاب له كقيام الليل وغيره وكذلك الوصية للوالدين ولمن يرث لا يجوز أن ينفذ الوصية لهم