وهذه أمورٌ وأصولٌ مهمةٌ يحسن التنبيه عليها قبل الخوض فىالتفسير أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
ما قاله الثعالبى : وليس لأحدٍ معَ الحديثِ : إذا صَحَّ نَظَرٌ، وهذا أصل عظيم لا يجوز العدول عنه كما ذكر بعض المفسرين فى المراد من الكوثر فى قوله تعالى ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) ﴾
قال ابن الجوزى :
وفي «الكوثر» ستة أقوال.
أحدها : أنه نهر في الجنة.
روى البخاري في أفراده من حديث أنس بن مالك عن النبي ﷺ أنه قال :" بينا أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب الدُّرِّ المجوَّف.
قلت : ما هذا يا جبريل؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك عز وجل، فإذا طِينُه، أو طيبه، مسك أذفر ".
وروى مسلم أيضاً في أفراده من حديث أنس أيضاً قال :" أغفى رسول الله ﷺ إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسِّماً إما قال لهم، وإما قالوا له : لم ضَحِكْتَ؟ فقال :«إنه أُنزل عليَّ الآن آنفاً سورة» فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾ حتى ختمها.
وقال :«هل تدرون ما الكوثر؟» فقالوا : الله ورسوله أعلم.
قال :«هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كثير تَرِدُ عليه أُمتي يوم القيامة آنيته عدد كواكب السماء، يختلج العبد منهم، فأقول : يا رب إنه من أمتي، فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» ".
والثاني : أن الكوثر : الخير الكثير الذي أُعْطِيَ نبيُّنا ﷺ، قاله ابن عباس.
والثالث : العلم والقرآن، قاله الحسن.
والرابع : النبوة، قاله عكرمة.
والخامس : أنه حوض رسول الله ﷺ الذي يكثر الناس عليه، قاله عطاء.
والسادس : أنه كثرة أتباعه، وأمته، قاله أبو بكر بن عياش. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٩ صـ ٢٤٧ ـ ٢٤٩﴾