الحديث كما ترى رواه الشيخان
وكلام النبى - ﷺ - مقدم على كلام غيره والقول ما قال رسول الله - ﷺ - ومن ثَمَّ فلا يجوز العدول عنه إلى قول غيره.
ومنها : عدم الترجيح بين القراءات المتواترة كما فعل الإمام الطبرى ـ رحمه الله ـ فى تفسيره وكذلك الزمخشرى فى كَشَّافِه، وإن كان الثانى قد خَطَّأَ بعضَ القراءات الصحيحة المتواترة.
ومنها : لا يجوز القول بالمجاز إلا إذا تعذر الحمل على الحقيقة كحمل الصبر فى سورة البقرة على الصيام فى قوله عز وجل :﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ﴾
قال العلامة الماوردى :
وفي الصبر المأمور به، قولان :
أحدهما : أنه الصبرُ على طاعته، والكف عن معصيته.
والثاني : أنه الصوم، وقد كان النبيُّ ﷺ إذا حَزَبَهُ أمرٌ استعان بالصلاة والصيام، ورُويَ أنه رأى سلمان منبطحاً على وجهه، فقال له : أشكو من بردٍ. قال :« قم فصلِّ الصلاة تُشْفَ ». أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ١ صـ ١١٥﴾
ومن ذلك أيضاً القول بأن المراد من الجن الملائكة فى سورة الكهف عند قوله تعالى ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ... (٥٠)﴾
فلا يجوز أن يقال : المراد بالجن فى الآية الكريمة الملائكة إلا إذا تعذر حمل اللفظ على الحقيقة، ولا يوجد مسوغ لذلك لكنه تكلف ممن أراد الانتصار لرأيه وزعم الاستثناء فى الآية الكريمة متصل، وأن إبليس ـ عليه لعنة الله ـ كان من الملائكة.
ومنها : حمل اللفظ على العموم أولى من الخصوص
كاختلاف المفسرين فى المراد بالحسنة فى قوله تعالى ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (٢٠١)
على عدة أقوال
قال ابن الجوزى :
وفي حسنة الدنيا سبعة أقوال.
أحدها : أنها المرأة الصالحة، قاله علي.
والثاني : أنها العبادة، رواه سفيان بن حسين عن الحسن.
والثالث : أنها العلم والعبادة، رواه هشام عن الحسن.
والرابع : المال، قاله أبو وائل، والسدي، وابن زيد.
والخامس : العافية، قاله قتادة.
والسادس : الرزق الواسع، قاله مقاتل.
والسابع : النعمة، قاله ابن قتيبة.
وفي حسنة الآخرة ثلاثة أقوال.
أحدها : أنها الحور العين، قاله علي رضي الله عنه.
والثاني : الجنة، قاله الحسن، والسدي، ومقاتل.
والثالث : العفو والمعافاة، روي عن الحسن، والثوري. أ هـ {زاد المسير حـ ١ صـ ٢١٦﴾


الصفحة التالية
Icon