قوله تعالى :﴿والله يضاعف لِمَن يَشَاء﴾ وليس فيه بيان كمية تلك المضاعفة، ولا بيان من يشرفه الله بهذه المضاعفة، بل يجب أن يجوز أنه تعالى يضاعف لكل المتقين، ويجوز أن يضاعف لبعضهم من حيث يكون إنفاقه أدخل في الإخلاص، أو لأنه تعالى بفضله وإحسانه يجعل طاعته مقرونة بمزيد القبول والثواب.
ثم قال :﴿والله سَمِيعٌ﴾ أي واسع القدرة على المجازاة على الجود والإفضال عليهم، بمقادير الانفاقات، وكيفية ما يستحق عليها، ومتى كان الأمر كذلك لم يصر عمل العامل ضائعاً عند الله تعالى. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ٣٦﴾
قال القرطبى :
اختلف العلماء في معنى قوله ﴿ والله يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ ﴾ فقالت طائفة : هي مبيِّنة مؤكدة لما تقدّم من ذكر السبعمائة، وليس ثمَّ تضعيف فوق السبعمائة.
وقالت طائفة من العلماء : بل هو إعلام بأن الله تعالى يضاعف لمن يشاء أكثر من سبعمائة ضعف.
قلت : وهذا القول أصحُّ لحديث ابن عمر المذكور أوّل الآية.
وروى ابن ماجة حدّثنا هارون بن عبد الله الحمال حدّثنا ابن أبي فُديك عن الخليل بن عبد الله عن الحسن ( عن ) عليّ بن أبي طالب وأبي الدرداء وعبد الله بن عمر وأبي أُمامة الباهليّ وعبد الله بن عمرو وجابر بن عبد الله وعمران بن حصين كلهم يحدّث عن رسول الله ﷺ أنه قال :
" من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه فله بكل درهم سبعمائة ألف درهم ثم تلا ( هذه الآية ) والله يضاعف لمن يشاء الله " وقد روي عن ابن عباس أن التضعيف ( ينتهي ) لمن شاء الله إلى ألفي ألف.
قال ابن عطية : وليس هذا بثابت الإسناد عنه. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٣ صـ ٣٠٥﴾
فائدة
قال القرطبى :


الصفحة التالية
Icon