ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١) ﴾
إن الله ينسب المال للبشر المتحركين ؛ لأنهم أخذوا هذه الأموال بحركتهم. وفي موضع آخر من القرآن يقول الحق :
وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ
(من الآية ٣٣ سورة النور)
إن المال كله مال الله، وقد أخذه الإنسان بالحركة، فاحترام الله هذه الحركة، واحترام الله في الإنسان قانون النفعية، فجعل المال المتبقي من حركتك ملكا لك أيها الإنسان، لكن إن أراد الله هذا المال فسيأخذه، ومن فضل الله على الإنسان أنه سبحانه حين يطلب من الإنسان بعضا من المال المتبقي من حركته فهو يطلبه كقرض، ويرده مضاعفا بعد ذلك. إذن فالإنفاق في سبيل الله يرده الله مضاعفا، ومادام الله يضاعفه فهو يزيد، لذلك لا تحزن ولا تخف على مالك ؛ لأنك أعطيته لمقتدر قادر واسع عليم. إنه الحق الذي يقدر على إعطاء كل واحد حسب ما يريد هو سبحانه ؛ إنه يعطي على قدر نية العبد وقدر إنفاقه. وهذه الآية تعالج قضية الشح في النفس الإنسانية ؛ فقد يكون عند الإنسان شيء زائد، وتشح به نفسه ويبخل، فيخاف أن ينفق منه فينقص هذا الشيء.


الصفحة التالية
Icon