وهنا تقول لك قضية الإيمان : أنفق لأنه سبحانه سيزيدك، والحق سيعطيك مثلما يعطيك من الأرض التي تزرعها. أنت تضع الحبة الواحدة. فهل تعطيك حبة واحدة ؟ لا. إن حبة القمح تعطي كمية من العيدان وكل عود فيه سنبلة وهي مشتملة على حبوب كثيرة، فإذا كانت الأرض وهي مخلوقة لله تضاعف لك ما تعطيه أفلا يضاعف العطاء لك الذي خلقها ؟ وإذا كان بعض من خلق الله يضاعف لك، فما بالك بالله جل وعلا ؟ إن الأرض الصماء بعناصرها تعطيك، أئذا ما أخذت كيلة القمح من مخزنك لتبذرها في الأرض أيقال : إنك أنقصت مخزنك بمقدار كيلة القمح ؟ لا ؛ لأنك ستزرع بها، وأنت تنتظركم ستأتي من حبوب، وهذه أرض صماء مخلوقة لله، فإذا كان المخلوق لله قد استطاع أن يعطيك بالحبة سبعمائة، ألا يعطيك الذي خلق هذه الأرض أضعاف ذلك ؟
إنه كثير العطاء. والحق قد نسب للمنفقين الأموال التي رزقهم الله بها فقال :" مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله" وكلمة " في سبيل الله" كلمة عامة، يصح أن يكون معناها الجهاد، أو مصارف الصدقات ؛ لأن كل هذا في سبيل الله ؛ لأن الضعيف حين يجد نفسه في مجتمع متكافل، ويجد صاحب القوة قد عدى من أثر قوته وحركته إليه، أيحقد على ذي القوة ؟ لا ؛ لأن خيره يأتيه، نضرب المثل في الريف نقول :


الصفحة التالية
Icon