عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :" قال الله تعالى أنفق ينفق عليك " وفي رواية " يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، وقال : أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده " وفي رواية " فإنه لم يغض ما في يمينه، وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع " (١)
وفي رواية وبيده الأخرى الفيض القبض يرفع ويخفض.
عن أسماء بنت أبو بكر الصديق قالت : قال لي رسول الله ﷺ :" أنفقي ولا تحصي فيحصى عليك ولا توعي فيوعى عليك ". (٢)
قوله : ولا توعي أي لا تشحي فيشح الله عليك فيجازيك بالتقتير في رزقك ولا يخلف عليك ولا يبارك لك، والمعنى لا تجمعي وتمنعي بل أنفقي ولا تعدي ولا تشحي. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ٢٩١﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
يَعِدُ الشيطانُ الفقرَ لفقره، والله يَعِدُ المغفرةَ لكرمه.
الشيطانُ يعدكم الفقر فيشير عليكم بإحراز المعلوم، ويقال يشير عليكم - بطاعته- بالحرص ؛ ولا فقرَ فوقه.
يعدكم الفقر بالإحالة على تدبيركم واختياركم.
يعدكم الفقر بنسيان ما تَعَوَّدْتُموه من فضله - سبحانه.
ويقال يعدكم الفقر بأنه لا يزيد شكايتك.
ويقال يعدكم الفقر بتعليق قلبك بما لا تحتاج إليه.
ويقال بالتلبيس عليك رؤية كفايته.
_________
(١)﴿رواه البخاري : في تفسير سورة هود - باب : وكان عرشه على الماء - ٨ / ٣٥٢ وفي التوحيد. ومسلم : في الزكاة - باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف برقم (٩٩٣) ٢ / ٦٩٠. والبغوى : في شرح السنة : ٦ / ١٥٤-١٥٥﴾.
(٢) ﴿رواه البخاري : في الهبة - باب : هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج ٥ / ٢١٧. ومسلم : في الزكاة : باب : الحث في الإنفاق وكراهية الإحصاء برقم (١٠٢٩) ٢ / ٧١٣. والبغوى : في شرح السنة : ٦ / ١٥٤﴾