ومن فوائد القاسمى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ ﴾
مفعول له :﴿ وَتَثْبِيتاً ﴾ معطوف عليه. ويجوز أن يكونا حالين. أي : مبتغين ومتثبتين :﴿ مِّنْ أَنفُسِهِمْ ﴾ قال أبو البقاء : يجوز أن يكون من بمعنى اللام أي : تثبيتاً لأنفسهم، كما تقول : فعلت ذلك كسراً من شهوتي، ويجوز أن تكون على أصلها أي : تثبيتاً صادراً من أنفسهم. والتثبيت مصدر فعل متعد. فعلى الوجه الأول : يكون :﴿ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ مفعول المصدر. وعلى
الثاني : يكون المفعول محذوفاً. تقديره : ويثبتون أعمالهم بإخلاص النية، ويجوز أن يكون تثبيتاً بمعنى تثبت فيكون لازماً. والمصادر قد تختلف ويقع بعضها موقع بعض. ومثله قوله تعالى :﴿ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ﴾ [ المزمل : ٨ ]. أي : تبتلاً. انتهى. وعن الشعبي : تثبيتاً تصديقاً ويقيناً :﴿ كَمَثَلِ جَنَّةٍ ﴾ أي : بستان :﴿ بِرَبْوَةٍ ﴾ أي : موضع مرتفع :﴿ أَصَابَهَا وَابِلٌ ﴾ مطر كثير :﴿ فَآتَتْ أُكُلَهَا ﴾ أي : أخرجت ثمرها :﴿ ضِعْفَيْنِ ﴾ أي : بالنسبة إلى غيرها من الجنان :﴿ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ﴾ وهو المطر الضعيف، أو أخف المطر، أو أضعفه أو الندى. ولا بد من تقدير مضاف هنا كما تقدم : إما من جانب المشبه أو المشبه به. أي : ومثل نفقة الذين... الخ. أو كمثل غارس جنة الخ. رعاية للتناسب.
قال الشهاب : وفي التشبيه وجهان :