قال الآلوسى :
وتذكير الضمير لاعتبار التذكير فيه وإنما سمي ذلك الهواء إعصاراً لأنه يلتف كما يلتف الثوب المعصور، وقيل : لأنه يعصر السحاب أو يعصر الأجسام المار بها، والتنوين في النار للتعظيم وروي عن ابن عباس أن الإعصار الريح الشديدة مطلقاً وأن المراد من النار السموم وذكر سبحانه الإعصار ووصفه بما ذكر، ولم يقتصر على ذكر النار كأن يقال فأصابها نار ﴿فاحترقت﴾ لما في تلك الجملة من البلاغة ما فيها لمن دقق النظر، والفعل المقرون بالفاء عطف على ﴿أَصَابَهَا﴾ وقيل : على محذوف معطوف عليه أي فأحرقها فاحترقت وهذا كما روي عن السدي تمثيل حال من ينفق ويضم إلى إنفاقه ما يحبطه في الحسرة والأسف إذا كان يوم القيامة واشتدت حاجته إلى ذلك ووجده هباءاً منثوراً بحال من هذا شأنه. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٣ صـ ٣٨﴾
لطيفة
قال الحسن :
هذا مثل قل والله من يعقله : شيخ كبير ضعف جسمه وكثر صبيانه، أفقر ما كان إلى جنته، وأن أحدكم والله أفقر ما يكون إلى عمله إذا انقطعت عنه الدنيا. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٣٢٦﴾
قوله تعالى ﴿كذلك يُبيّنُ الله لَكُمُ الآيات لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾
قال القرطبى :
يريد كي ترجعوا إلى عظمتي ورُبُوبِيتِّي ولا تتخذوا من دوني أولياء، وقال ابن عباس أيضاً : تتفكرون في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٣ صـ ٣٢٠﴾
وقال الماوردى :
﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآْيَاتِ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : يوضح لكم الدلائل.
والثاني : يضرب لكم الأمثال.
﴿لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : تعتبرون، لأن المفكر معتبر.
والثاني : تهتدون، لأن الهداية التَّفَكُّر. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ١ صـ ٣٤١﴾
من فوائد ابن عرفة فى الآية
قوله تعالى :﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ...﴾.
الهمزة للإنكار، أي لا يودّ أحدكم أن تكون له جنّة هكذا! وهذا التشبيه لمن أبطل صدقته بالمن والأذى.