والقول الخامس : هؤلاء قوم كانوا مشتغلين بذكر الله وطاعته وعبوديته، وكانت شدة استغراقهم في تلك الطاعة أحصرتهم عن الاشتغال بسائر المهمات. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ٧٠﴾
قوله تعالى :﴿لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الأرض﴾

فصل


قال الفخر :
الصفة الثانية لهؤلاء الفقراء : قوله تعالى :﴿لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الأرض﴾ يقال ضربت في الأرض ضرباً إذا سرت فيها، ثم عدم الاستطاعة إما أن يكون لأن اشتغالهم بصلاح الدين وبأمر الجهاد، يمنعهم من الاشتغال بالكسب والتجارة، وإما لأن خوفهم من الأعداء يمنعهم من السفر، وإما لأن مرضهم وعجزهم يمنعهم منه، وعلى جميع الوجوه فلا شك في شدة احتياجهم إلى من يكون معيناً لهم على مهماتهم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ٧٠ ـ ٧١﴾
قوله تعالى :﴿يَحْسَبُهُمُ الجاهل أَغْنِيَاء مِنَ التعفف﴾

فصل


قال الفخر :
الحسبان هو الظن، وقوله ﴿الجاهل﴾ لم يرد به الجهل الذي هو ضد العقل، وإنما أراد الجهل الذي هو ضد الاختبار، يقول : يحسبهم من لم يختبر أمرهم أغنياء من التعفف، وهو تفعل من العفة ومعنى العفة في اللغة ترك الشيء والكف عنه وأراد من التعفف عن السؤال فتركه للعلم، وإنما يحسبهم أغنياء لإظهارهم التجمل وتركهم المسألة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ٧١﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿يَحْسَبُهُمُ الجاهل أَغْنِيَآءَ مِنَ التعفف﴾ أي أنهم من الانقباض وترك المسألة والتوكل على الله بحيث يظنهم الجاهل بهم أغنياء.
وفيه دليل على أن اسم الفقر يجوز أن يطلق على من له كسوة ذات قيمة ولا يمنع ذلك من إعطاء الزكاة إليه.
وقد أمر الله تعالى بإعطاء هؤلاء القوم، وكانوا من المهاجرين الذين يقاتلون مع رسول الله ﷺ غير مَرْضَى ولا عُمْيَان. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٣ صـ ٣٤١﴾
قوله تعالى :﴿تَعْرِفُهُم بسيماهم﴾

فصل


قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon