أسئلة وأجوبة
قوله تعالى :" يمحق الله الربا ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم"، وفى سورة النساء :" إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل"، وفى موضع ثان بعد :" إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما" وفى سورة الحديد :" والله لا يحب كل محتال فخور الذين يبخلون".
للسائل أن يسأل فى هذه الآى عن شيئين أحدهما : ما وجه اختصاص كل آية من هذه الأربع بالوصف المذكور فيها الموجب لكونه تعالى لا يحب المتصف به ؟
الثانى : أن تلك الأوصاف إذا كانت موجبة لما حكم به تعالى عليهم من أنه لا يحبهم وقد استوت فى إيجاب هذا الحكم فما وجه اختصاص آيتى النساء منها بتأكيد ذلك الحكم بأن ورود آية البقرة وآية الحديد معطوف فيهما ما ورد فى آيتى النساء مؤكدا بـ" إن" وهل ذلك لموجب يقتضيه ؟.
والجواب عن الأول : أن وجه اختصاص كل آية منها بما ورد فيها من الوصف الموجب لكونه تعالى لا يحب المتصف به مناسبة كل آية منها لما تقدمها.
أما آية البقرة فإن قبلها قوله تعالى :" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا"
فوصفهم بأكل الربا حتى أعقبهم ذلك تخبطهم فى قيامهم كفعل المجانين وأنهم سووا بين البيع المشروع والربا الممنوع وذلك كفر وتكذيب فوصفوا بما يقتضى المبالغة فى مرتكبهم من منع حب الله تعالى إياهم فقال تعالى :" والله لا يحب كل كفار أثيم"، وفعال وفعيل أبنية للمبالغة وهو وصف مناسب لحالهم.
وورد قبل آية النساء قوله تعالى :" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"