الجواب : أنه تعالى إنما ذكر هذه الخصال لا لأجل أن استحقاق الثواب مشروط بهذا، بل لأجل أن لكل واحد منهما أثراً في جلب الثواب، كما قال في ضد هذا ﴿والذين لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إلها ءَاخَرَ﴾ [ الفرقان : ٦٨ ] ثم قال :﴿وَمَن يَفْعَلْ ذلك يَلْقَ أَثَاماً﴾ [ الفرقان : ٦٨ ] ومعلوم أن من ادعى مع الله إلها آخر لا يحتاج في استحقاقه العذاب إلى عمل آخر، ولكن الله جمع الزنا وقتل النفس على سبيل الاستحلال مع دعاء غير الله إلها لبيان أن كل واحد من هذه الخصال يوجب العقوبة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ٨٥﴾
فائدة
قال الآلوسى فى معنى الآية :
﴿إِنَّ الذين ءامَنُواْ﴾ بما وجب الإيمان به ﴿وَعَمِلُواْ﴾ الأعمال ﴿الصالحات﴾ على الوجه الذي أمروا به ﴿وَأَقَامُواْ الصلاة وَءاتَوُاْ الزكواة﴾ تخصيصهما بالذكر مع اندراجهما في الأعمال للتنبيه على عظم فضلهما، فإن الأولى : أعظم الأعمال البدنية والثانية : أفضل الأعمال المالية ﴿لَهُمْ أَجْرُهُمْ﴾ الموعود لهم حال كونه ﴿عِندَ رَبّهِمْ﴾ وفي التعبير بذلك مزيد لطف وتشريف ﴿وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ لوفور حظهم. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٣ صـ ٥٢﴾
موعظة
قال فى روح البيان :
اعلم إن آكل الربا لحرصه على الدنيا مثله كمثل من به جوع الكلب فيأكل ولا يشبع حتى ينتفخ بطنه ويثقل عليه فكلما يقوم يصرعه ثقل بطنه فكذا حال أهل الربا يوم القيامة
فالعاقل لا يأكل ما لا يتحمله فى الدنيا والآخرة فطوبى لمن يقتصد فى أخذ الدنيا ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها فهو ينجو من وبالها وهو مثل التاجر الذى يكسب المال بطريق البيع والشراء ويؤدى حقه وإن كان له حرص فى الطلب والجمع ولكن لما كان بأمر الشرع وطريق الحل ولا يمنع ذا الحق حقه ما أضر به كما اضرّ بآكل الربا روى أن النبى ﷺ قال :