وقيل : إن بمعنى إذ أي إذ كنتم مؤمنين قاله مقاتل بن سليمان، وهو قول لبعض النحويين، أن : إن، تكون بمعنى : إذ، وهو ضعيف مردود ولا يثبت في اللغة، وقيل : هو شرط يراد به الاستدامة، وقيل : يراد به الكمال، وكأن الإيمان لا يتكامل إذا أصرّ الإنسان على كبيرة، وإنما يصير مؤمناً بالإطلاق إذا اجتنب الكبائر، هذا وإن كانت الدلائل قد قامت على أن حقيقة الإيمان لا يدخل العمل في مسماها، وقيل : الإيمان متغاير بحسب متعلقه، فمعنى الأول :﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ بألسنتهم.
ومعنى الثاني :﴿إن كنتم مؤمنين﴾ بقلوبكم.
وقيل : يحتمل أن يريد : يا أيها الذي آمنوا بمن قبل محمد ﷺ من الأنبياء، ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين بمحمد، إذ لا ينفع الأول إلاَّ بهذا، قاله ابن فورك.
قال ابن عطية : وهو مردود بما روي في سبب الآية. انتهى.
يعني أنها نزلت في عباس، وعثمان، أو في عباس، وخالد، أو فيمن أسلم من ثقيف ولم يكونوا هؤلاء قبل الإيمان آمنوا بأنبياء، وقيل : هو شرط محض في ثقيف على بابه، لأنه كان في أول دخولهم في الإسلام. انتهى.
وعلى هذا ليس بشرط صحيح إلاَّ على تأويل استدامة الإيمان. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٣٥١﴾

فصل في سبب نزول الآية


قال الفخر :
في سبب نزول الآية روايات :
الرواية الأولى : أنها خطاب لأهل مكة كانوا يرابون فلما أسلموا عند فتح مكة أمرهم الله تعالى أن يأخذوا رؤوس أموالهم دون الزيادة.
والرواية الثانية : قال مقاتل : إن الآية نزلت في أربعة إخوة من ثقيف : مسعود، وعبد يا ليل، وحبيب، وربيعة، بنو عمرو بن عمير الثقفي كانوا يداينون بني المغيرة، فلما ظهر النبي ﷺ على الطائف أسلم الإخوة، ثم طالبوا برباهم بني المغيرة، فأنزل الله تعالى هذه الآية.


الصفحة التالية
Icon