ووجه تأكيد الضمير المسْتتر في فعل يُملّ بالضمير البارز هو التمهيد لقوله :﴿ فليملل ﴾ لئلا يتوهّم الناس أنّ عجزه يسقط عنه واجب الإشهاد عليه بما يستدينه، وكان الأولياء قبل الإسلام وفي صدره كبراء القرابة.
والولي من له ولاية على السفيه والضعيف ومن لا يستطيع أن يملّ كالأب والوصيّ وعرفاء القبيلة، وفي حديث وفد هوازن : قال لهم رسول الله ﷺ " لِيَرْفَعْ إلَيّ عُرفَاؤُكم أمْرُكم " وكان ذلك في صدر الإسلام وفي الحقوق القَبَلِيَّةِ. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣ صـ ١٠٣ ـ ١٠٥﴾
لطيفة
قال فى روح البيان :
﴿وليتق الله ربه﴾ جمع بين الاسم الجليل والنعت الجميل للمبالغة فى التحذير أى وليتق المملى دون الكاتب كما قيل لقوله تعالى ﴿ ولا يبخس منه ﴾ أى من الحق الذى يمليه على الكاتب. أ هـ ﴿روح البيان حـ ١ صـ ٥٣٩﴾
فائدة
قال الفخر :
الكتابة وإن وجب أن يُختارَ لها العالمُ بكيفية كَتْب الشروط والسجلات لكن ذلك لا يتم إلا بإملاء من عليه الحق فليدخل في جملة إملائه اعترافه بما عليه من الحق في قدره وجنسه وصفته وأجله إلى غير ذلك، فلأجل ذلك قال تعالى :﴿وَلْيُمْلِلِ الذى عَلَيْهِ الحق ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٧ صـ ٩٧﴾
قوله تعالى :﴿فإِن كَانَ الذى عَلَيْهِ الحق سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بالعدل﴾

فصل


قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon