ظاهرين إلى يوم القيامة وقال غيره الذين اتبعوه محمد ﷺ والمسلمون لأن دينهم التوحيد كما كان التوحيد دين عيسى ﷺ وروي عن النبي ﷺ انه قال أنا أولى الناس بابن مريم وروى يونس بن ميسرة بن حلبس عن معاوية عن النبي ﷺ انه قال لن تبرح طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ونزع بهذه الآية يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا
وجاعل الذين اتبعوك يا محمد فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ٧٠ - ثم قال تعالى الي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون أي فافصل بينكم وتقع المجازاة عليه لأنه قد بين لهم في الدنيا ٧١ - ثم قال تعالى فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والاخرة عذابهم في الدنيا القتل والاسر واخذ الجزية وفي الآخرة النار وما لهم من ناصرين لأن المسلمين عالون عليهم ظاهرون
٧٢ - وقوله تعالى ذلك نتلوه عليك من الايات والذكر الحكيم أي من العلامات التي لا تعرف الا بوحي أو بقراءة كتاب ومعنى الحكيم ذو الحكمة ٧٣ - وقوله تعالى الحق من ربك فلا تكن من الممترين الممترون الشاكون فان قيل كيف خوطب النبي ﷺ بهذا فعلى هذا جوابان أحدهما ان المعنى يا محمد قل للشاك هذا الحق من ربك فلا تكن من الممترين
والقول الآخر ان الخطاب للنبي ﷺ خطاب لجميع الناس فالمعنى على هذا فلا تكونوا من الممترين ويقوي هذا قوله عز وجل يا ايها النبي إذا طلقتم النساء ٧٤ - وقوله تعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا ونساءنا ونساءكم وانفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين قيل يعني بالأنفس هاهنا أهل دينهم كما قال تعالى فسلموا على أنفسكم
وقال تعالى فاقتلوا أنفسكم وأصل الابتهال في اللغة الاجتهاد ومنه قول البيد * في كهول سادة من قومه *


الصفحة التالية
Icon