تفيد هذه الآية إثبات دعوى المسلمين بأن إبراهيم كان مسلما لذكره في القرآن ومنع اليهود والنصارى من ادعائهما كونه كان منهما لعدم ذكره في كتبهم، فالمكابرة بعد هذا النص القاطع لا قيمة لها ومن العبث أن يبحث في أمر محكوم ببطلانه، لأن أصدق أنباء التاريخ ما جاء بالوحي المقدس، وأن الانتساب إلى إبراهيم يوجب اتباع شريعته، وإلا فهو زور يجب الانكفاف عنه، ولهذا لما أثار أهل الكتابين دعوة الانتساب إلى إبراهيم وكان المشركون قبلهم ادعوا هذه الدعوة فأنزل اللّه ما يكذبهم كلهم ويصدق دعوى المسلمين بقوله "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ" في زمانه وماتوا على دينه "وَهذَا النَّبِيُّ" حفيده محمد الذي اقتفى أثره في العبادة قبل نزول الوحي إليه "وَالَّذِينَ آمَنُوا" به بعد نبوته ورسالته من أمته أيضا هم أولى بإبراهيم من اليهود والنصارى والمشركين المخالفين لدينه ودين حفيده "وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ" (٦٨) أجمع الذين يخلصون إيمانهم وأعمالهم، ومن كان اللّه وليه فقد فاز، وعليهم أن لا يتوجهوا بحاجاتهم في الدنيا والآخرة إلا إليه و
هو أولى بإجابتهم فيها، ومن يتوكل على اللّه فهو حسبه.
أخرج الترمذي عن ابن مسعود قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إن لكل نبي ولاة من المؤمنين، وان وليّي أبي وخليل ربي إبراهيم، ثم تلا هذه الآية.
ورواه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.


الصفحة التالية
Icon