قد تقدم على الفاعل لغرض صحيح من اعتناء، أو اهتمام، أو حاجة إليه في سياق الكلام، فقدم (به) هنا اهتماما، وجاء في آل عمران على الأصل.
وجواب آخر :
وهو التفنن في الكلام.
٨٣ - مسألة :
قوله تعالى :(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )
معرفا.
وفى الأنفال :(مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) منونا.
جوابه :
أن آية الأنفال نزلت في قتال بدر أولا، وآية آل عمران نزلت في وقعة أحد وثانيا.
فبين أولا : أن النصر من عنده لا بغيره من كثرة عَددٍٍ أو عُددٍ،
ولذلك علله بعزته وقدرته وحكمته المقتضية لنصر من يستحق نصره.
وأحال في الثانية على الأولى بالتعريف، كأنه قيل : إنما النصر
من عند الله العزيز الحكيم الذي تقدم إعلامكم أن النصر من
عنده، فناسب التعرف بعد التنكير.
، ٨ - مسألة :
قوله تعالى (وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ). وفى العنكبوت :(نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) بغير واو فى (نِعْمَ)
جوابه :
لما تقدم عطف الأوصاف المتقدمة وهى قوله ( وَالْكَاظِمِينَ، وَالْعَافِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا، وَلَمْ يُصِرُّوا، جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ، وَجَنَّاتٌ، وخلود )
ناسب ذلك العطف بالواو المؤذنة بالتعدد والتفخيم.
ولم يتقدم مثله في العنكبوت فجاءت بغير واو، كأنه تمام
الجملة.
٨٥ - مسألة :
قوله تعالى :(فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ).
وفى فاطر :(بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ) بالباء في الثلاثة ؟
جوابه :
أن آية آل عمران سياقها الاختصار والتخفيف بدليل حذف الفاعل في "كذب " وورود الشرط ماضيا وأصله المستقبل، فحذف الجار تخفيفا لمناسبة ما تقدم.
وأية فاطر سياقها البسط بدليل فعل المضارع في الشرط،


الصفحة التالية
Icon