منها الجزاء، والطاعة والخضوع، ومجموعة التكاليف التي بها يدين العباد للّه - وما يكلف به العباد يسمى شرعا باعتبار وضعه وبيانه للناس، ودينا باعتبار الخضوع وطاعة الشارع، وملة باعتبار أنها أملّت وكتبت - والإسلام يأتي بمعنى الخضوع والاستسلام، وبمعنى الأداء تقول أسلمت الشيء إلى فلان إذا أديته إليه، وبمعنى الدخول في السلم أي الصلح والسلامة، وتسمية الدين الحق إسلاما يناسب كل هذه المعاني وأولها أوفقها بالتسمية، يرشد إلى ذلك قوله تعالى :" وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ
أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً "
وحاجوك : جادلوك، وأسلمت : أي أخلصت، والأميون مشركو العرب واحدهم أمي نسبوا إلى الأم لجهلهم كأنهم على الفطرة، البلاغ : أي التبليغ للناس.
المراد بالذين يكفرون هم اليهود خاصة، وقوله بغير حق أي بغير شبهة لديهم، وحبط العمل بطل، والبشارة والبشرى الخبر السار تنبسط له بشرة الوجه، واستعمالها فى الشر جاء على طريق التهكم والسخرية.
ألم تر : استفهام لتعجيب النبي صلى اللّه عليه وسلم من حالهم، والذين أوتوا نصيبا من الكتاب هم اليهود، والنصيب : الحظ، والكتاب : التوراة، ليحكم بينهم : أي ليفصل بين اليهود والداعي لهم وهو النبي صلى اللّه عليه وسلم، والتولي : الإعراض بالبدن، والإعراض يكون بالقلب، والافتراء : الكذب، واليوم : هو يوم الحساب والجزاء، ما كسبت : أي ما عملت من خير أو شر.
الملك : السلطة والتصرف في الأمر بيدك الخير : أي بقدرتك التي لا يقدر قدرها، الخير كلّه تتصرف فيه أنت وحدك، الولوج : الدخول، والإيلاج : الإدخال، ويراد به زيادة زمان النهار في الليل والعكس بالعكس بحسب المطالع والمغارب فى أكثر البلدان.


الصفحة التالية
Icon