وروى ابن عمرو عن النبي ﷺ انه قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم شهر رمضان ٢٣ - وقوله عز وجل ومن يكفر بآيات الله فأن الله سريع الحساب في الآية قولان أحدهما ان المعنى ان الحساب قريب كما قال تعالى وما امر الساعة الا كلمح البصر أو هو أقرب والقول الاخر ان محاسبته سريعة لأنه عالم بما عمل عباده لا يحتاج ان يفكر في شئ منه
٢٤ - وقوله عز وجل فان حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن أمره الله ان يحتج عليهم بأنه متبع أمر من هم مقرون به لانهم مقرون بان اله عز وجل خالقهم فأمروا أن يعبدوا من خلقهم وحده ومعنى أسلمت وجهي لله أسلمت نفسي لله كما قال تعالى ويبقى وجه ربك أي ويبقى ربك.
٢٥ - وقوله عز وجل وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين
الذين اوتوا الكتاب اليهود والانصاري ثم والاميون مشركو العرب كأنهم نسبوا إلى الام لانهم بمنزلة المولود في انهم لا يكتبون وقيل هم منسبون إلى أم القرى وهي مكة ٢٦ - وقوله عز وجل أأسلمتم قيل معناه أسلموا وحقيقته أنه على التهديد كما تقول للرجل أأفلت رسول مني ٢٧ - ثم قال تعالى فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ ونسخ هذا بالامر بالقتال
ثم قال تعالى والله بصير بالعباد أي بصير بما يقطع عذرهم
٢٨ - وقوله عز وجل ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم قال معقل بن أبى مسكين كانت الانبياء صلوات الله عليهم تجئ إلى بني اسرائيل بغير كتاب فيقتلونهم فيقوم قوم ممن اتبعهم فيأمرون بالقسط أي بالعدل فيقتلون فان قال قائل الذين وعظوا بهذا لم يقتلوا نبيا فالجواب عن هذا انهم رضوا فعل من قتل فكانوا بمنزلته وأيضا فإنهم قاتلوا النبي ﷺ وأصحابه وهموا بقتلهم كما